Fedek Hutbesi Arapça

Zehra (s.a)’nın Hutbesi Arapça

Zehra (s.a)’nın Hutbesi Arapça (Türkçe metin için buraya tıklayınız)

Allahumme selli ela Muhammed ve ali Muhammed ve eccil ferecehum.

روى انّه لمّا أجمع أبوبکر و عمر علی منع فاطمة علیهاالسلام فدکاً و بلغها ذلک، لاثت خمارها علی رأسها، و اشتملت بجلبابها، و أقبلت فی لمّة من حفدتها و نساء قومها، تطأ ذیولها، ما تخرم مشیتها مشیة رسول‏ اللَّه صلى اللَّه علیه و آله، حتّى دخلت علی أبی‏ بکر، و هو فی حشد من المهاجرین و الانصار و غیر هم، فنیطت دونها ملاءة فجلست، ثم أنّت أنّة أجهش القوم لها بالبکاء، فارتجّ المجلس، ثم أمهلت هنیئة.

حتّى اذا سکن نشیج القوم و هدأت فورتهم، افتتحت الکلام بحمداللَّه و الثناء علیه و الصلاة علی رسوله، فعاد القوم فی بکائهم، فلمّا أمسکوا عادت فی کلامها فقالت علیهاالسلام:

اَلْحَمْدُلِلَّهِ عَلی ما اَنْعَمَ، وَ لَهُ الشُّکْرُ عَلی ما اَلْهَمَ، وَ الثَّناءُ بِما قَدَّمَ، مِنْ عُمُومِ نِعَمٍ اِبْتَدَاَها، وَ سُبُوغِ الاءٍ اَسْداها، وَ تَمامِ مِنَنٍ اَوْلاها، جَمَّ عَنِ الْاِحْصاءِ عَدَدُها، وَ نَأى عَنِ الْجَزاءِ اَمَدُها، وَ تَفاوَتَ عَنِ الْاِدْراکِ اَبَدُها، وَ نَدَبَهُمْ لاِسْتِزادَتِها بِالشُّکْرِ لاِتِّصالِها، وَ اسْتَحْمَدَ اِلَى الْخَلائِقِ بِاِجْزالِها، وَ ثَنی بِالنَّدْبِ اِلى اَمْثالِها.

وَ اَشْهَدُ اَنْ لا اِلهَ اِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَریکَ لَهُ، کَلِمَةٌ جَعَلَ الْاِخْلاصَ تَأْویلَها، وَ ضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَ اَنارَ فِی التَّفَکُّرِ مَعْقُولَها، الْمُمْتَنِعُ عَنِ الْاَبْصارِ رُؤْیَتُهُ، وَ مِنَ الْاَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَ مِنَ الْاَوْهامِ کَیْفِیَّتُهُ.

اِبْتَدَعَ الْاَشْیاءَ لا مِنْ شَىْ‏ءٍ کانَ قَبْلَها، وَ اَنْشَاَها بِلاَاحْتِذاءِ اَمْثِلَةٍ اِمْتَثَلَها، کَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ وَ ذَرَأَها بِمَشِیَّتِهِ، مِنْ غَیْرِ حاجَةٍ مِنْهُ اِلى تَکْوینِها، وَ لا فائِدَةٍ لَهُ فی تَصْویرِها، اِلاَّ تَثْبیتاً لِحِکْمَتِهِ وَ تَنْبیهاً عَلی طاعَتِهِ، وَ اِظْهاراً لِقُدْرَتِهِ وَ تَعَبُّداً لِبَرِیَّتِهِ، وَ اِعْزازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ عَلی طاعَتِهِ، وَ وَضَعَ الْعِقابَ عَلی مَعْصِیَتِهِ، ذِیادَةً لِعِبادِهِ مِنْ نِقْمَتِهِ وَ حِیاشَةً لَهُمْ اِلى جَنَّتِهِ.

وَ اَشْهَدُ اَنَّ اَبی‏مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ، اِخْتارَهُ قَبْلَ اَنْ اَرْسَلَهُ، وَ سَمَّاهُ قَبْلَ اَنْ اِجْتَباهُ، وَ اصْطَفاهُ قَبْلَ اَنْ اِبْتَعَثَهُ، اِذ الْخَلائِقُ بِالْغَیْبِ مَکْنُونَةٌ، وَ بِسَتْرِ الْاَهاویلِ مَصُونَةٌ، وَ بِنِهایَةِ الْعَدَمِ مَقْرُونَةٌ، عِلْماً مِنَ اللَّهِ تَعالی بِمائِلِ الْاُمُورِ، وَ اِحاطَةً بِحَوادِثِ الدُّهُورِ، وَ مَعْرِفَةً بِمَواقِعِ الْاُمُورِ.

اِبْتَعَثَهُ اللَّهُ اِتْماماً لِاَمْرِهِ، وَ عَزیمَةً عَلى اِمْضاءِ حُکْمِهِ، وَ اِنْفاذاً لِمَقادیرِ رَحْمَتِهِ، فَرَأَى الْاُمَمَ فِرَقاً فی اَدْیانِها، عُکَّفاً عَلی نیرانِها، عابِدَةً لِاَوْثانِها، مُنْکِرَةً لِلَّهِ مَعَ عِرْفانِها.

فَاَنارَ اللَّهُ بِاَبی‏مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ و الِهِ ظُلَمَها، وَ کَشَفَ عَنِ الْقُلُوبِ بُهَمَها، وَ جَلى عَنِ الْاَبْصارِ غُمَمَها، وَ قامَ فِی النَّاسِ بِالْهِدایَةِ، فَاَنْقَذَهُمْ مِنَ الْغِوایَةِ، وَ بَصَّرَهُمْ مِنَ الْعِمایَةِ، وَ هَداهُمْ اِلَى الدّینِ الْقَویمِ، وَ دَعاهُمْ اِلَى الطَّریقِ الْمُسْتَقیمِ.

ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ اِلَیْهِ قَبْضَ رَأْفَةٍ وَ اخْتِیارٍ، وَ رَغْبَةٍ وَ ایثارٍ، فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ و الِهِ مِنْ تَعَبِ هذِهِ الدَّارِ فی راحَةٍ، قَدْ حُفَّ بِالْمَلائِکَةِ الْاَبْرارِ وَ رِضْوانِ الرَّبِّ الْغَفَّارِ، وَ مُجاوَرَةِ الْمَلِکِ الْجَبَّارِ، صَلَّى اللَّهُ عَلی أَبی نَبِیِّهِ وَ اَمینِهِ وَ خِیَرَتِهِ مِنَ الْخَلْقِ وَ صَفِیِّهِ، وَ السَّلامُ عَلَیْهِ وَ رَحْمَةُاللَّهِ وَ بَرَکاتُهُ.

ثم التفت الى اهل المجلس و قالت:

اَنْتُمْ عِبادَ اللَّهِ نُصُبُ اَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ، وَ حَمَلَةُ دینِهِ وَ وَحْیِهِ، وَ اُمَناءُ اللَّهِ عَلى اَنْفُسِکُمْ، وَ بُلَغاؤُهُ اِلَى الْاُمَمِ، زَعیمُ حَقٍّ لَهُ

فیکُمْ، وَ عَهْدٍ قَدَّمَهُ اِلَیْکُمْ، وَ بَقِیَّةٍ اِسْتَخْلَفَها لَیْکُمْ: کِتابُ اللَّهِ النَّاطِقُ وَ الْقُرْانُ الصَّادِقُ، و النُّورُ السَّاطِعُ وَ الضِّیاءُ اللاَّمِعُ، بَیِّنَةً بَصائِرُهُ، مُنْکَشِفَةً سَرائِرُهُ، مُنْجَلِیَةً ظَواهِرُهُ، مُغْتَبِطَةً بِهِ اَشْیاعُهُ، قائِداً اِلَى الرِّضْوانِ اِتِّباعُهُ، مُؤَدٍّ اِلَى النَّجاةِ اسْتِماعُهُ.

بِهِ تُنالُ حُجَجُ اللَّهِ الْمُنَوَّرَةُ، وَ عَزائِمُهُ الْمُفَسَّرَةُ، وَ مَحارِمُهُ الْمُحَذَّرَةُ، وَ بَیِّناتُهُ الْجالِیَةُ، وَ بَراهینُهُ الْکافِیَةُ، وَ فَضائِلُهُ الْمَنْدُوبَةُ، وَ رُخَصُهُ الْمَوْهُوبَةُ، وَ شَرائِعُهُ الْمَکْتُوبَةُ.

فَجَعَلَ اللَّهُ الْایمانَ تَطْهیراً لَکُمْ مِنَ الشِّرْکِ، وَ الصَّلاةَ تَنْزیهاً لَکُمْ عَنِ الْکِبْرِ، وَ الزَّکاةَ تَزْکِیَةً لِلنَّفْسِ وَ نِماءً فِی الرِّزْقِ، وَ الصِّیامَ تَثْبیتاً لِلْاِخْلاصِ، وَ الْحَجَّ تَشْییداً لِلدّینِ، وَ الْعَدْلَ تَنْسیقاً لِلْقُلُوبِ، وَ طاعَتَنا نِظاماً لِلْمِلَّةِ، وَ اِما مَتَنا اَماناً لِلْفُرْقَةِ، وَ الْجِهادَ عِزّاً لِلْاِسْلامِ، وَ الصَّبْرَ مَعُونَةً عَلَی اسْتیجابِ الْاَجْرِ.

وَ الْاَمْرَ بِالْمَعْرُوفِ مَصْلِحَةً لِلْعامَّةِ، وَ بِرَّ الْوالِدَیْنِ وِقایَةً مِنَ السَّخَطِ، وَ صِلَةَ الْاَرْحامِ مَنْساءً فِی الْعُمْرِ وَ مَنْماةً لِلْعَدَدِ، وَ الْقِصاصَ حِقْناً لِلدِّماءِ، وَ الْوَفاءَ بِالنَّذْرِ تَعْریضاً لِلْمَغْفِرَةِ، وَ تَوْفِیَةَ الْمَکائیلِ وَ الْمَوازینِ تَغْییراً لِلْبَخْسِ.

وَ النَّهْىَ عَنْ شُرْبِ الْخَمْرِ تَنْزیهاً عَنِ الرِّجْسِ، وَ اجْتِنابَ الْقَذْفِ حِجاباً عَنِ اللَّعْنَةِ، وَ تَرْکَ السِّرْقَةِ ایجاباً لِلْعِصْمَةِ، وَ حَرَّمَ اللَّهُ الشِّرْکَ اِخْلاصاً لَهُ بِالرُّبوُبِیَّةِ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ، وَ لا تَمُوتُنَّ اِلاَّ وَ اَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ اَطیعُوا اللَّهَ فیما اَمَرَکُمْ بِهِ وَ نَهاکُمْ عَنْهُ، فَاِنَّهُ اِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ.

ثم قالت:

اَیُّهَا النَّاسُ! اِعْلَمُوا اَنّی فاطِمَةُ وَ اَبی‏مُحَمَّدٌ، اَقُولُ عَوْداً وَ بَدْءاً، وَ لا اَقُولُ ما اَقُولُ غَلَطاً، وَ لا اَفْعَلُ ما اَفْعَلُ شَطَطاً، لَقَدْ جاءَکُمْ رَسُولٌ مِنْ اَنْفُسِکُمْ عَزیزٌ عَلَیْهِ ما عَنِتُّمْ حَریصٌ عَلَیْکُمْ بِالْمُؤْمِنینَ رَؤُوفٌ رَحیمٌ.

فَاِنْ تَعْزُوهُ وَتَعْرِفُوهُ تَجِدُوهُ اَبی دُونَ نِسائِکُمْ،وَ اَخَا ابْنِ عَمّی دُونَ رِجالِکُمْ، وَ لَنِعْمَ الْمَعْزِىُّ اِلَیْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ الِهِ.

فَبَلَّغَ الرِّسالَةَ صادِعاً بِالنَّذارَةِ، مائِلاً عَنْ مَدْرَجَةِ الْمُشْرِکینَ، ضارِباً ثَبَجَهُمْ، اخِذاً بِاَکْظامِهِمْ، داعِیاً اِلى سَبیلِ رَبِّهِ بِالْحِکْمَةِ و الْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، یَجُفُّ الْاَصْنامَ وَ یَنْکُثُ الْهامَّ، حَتَّى انْهَزَمَ الْجَمْعُ وَ وَ لَّوُا الدُّبُرَ.

حَتَّى تَفَرََّى اللَّیْلُ عَنْ صُبْحِهِ، وَ اَسْفَرَ الْحَقُّ عَنْ مَحْضِهِ، و نَطَقَ زَعیمُ‏الدّینِ، وَ خَرَسَتْ شَقاشِقُ الشَّیاطینِ، وَ طاحَ وَ شیظُ النِّفاقِ، وَ انْحَلَّتْ عُقَدُ الْکُفْرِ وَ الشَّقاقِ، وَ فُهْتُمْ بِکَلِمَةِ الْاِخْلاصِ فی نَفَرٍ مِنَ الْبیضِ الْخِماصِ.

وَ کُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ، مُذْقَةَ الشَّارِبِ، وَ نُهْزَةَ الطَّامِعِ، وَ قُبْسَةَ الْعِجْلانِ، وَ مَوْطِی‏ءَ الْاَقْدامِ، تَشْرَبُونَ الطَّرْقَ، وَ تَقْتاتُونَ الْقِدَّ، اَذِلَّةً خاسِئینَ، تَخافُونَ اَنْ یَتَخَطَّفَکُمُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِکُمْ، فَاَنْقَذَکُمُ اللَّهُ تَبارَکَ وَ تَعالی بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ الِهِ بَعْدَ اللَّتَیَّا وَ الَّتی، وَ بَعْدَ اَنْ مُنِیَ بِبُهَمِ الرِّجالِ، وَ ذُؤْبانِ الْعَرَبِ، وَ مَرَدَةِ اَهْلِ الْکِتابِ.

کُلَّما اَوْقَدُوا ناراً لِلْحَرْبِ اَطْفَأَهَا اللَّهُ، اَوْ نَجَمَ قَرْنُ الشَّیْطانِ، اَوْ فَغَرَتْ فاغِرَةٌ مِنَ الْمُشْرِکینَ، قَذَفَ اَخاهُ فی لَهَواتِها، فَلا یَنْکَفِی‏ءُ حَتَّى یَطَأَ جِناحَها بِأَخْمَصِهِ، وَ یَخْمِدَ لَهَبَها بِسَیْفِهِ، مَکْدُوداً فی ذاتِ اللَّهِ، مُجْتَهِداً فی اَمْرِ اللَّهِ، قَریباً مِنْ رَسُولِ‏اللَّهِ، سَیِّداً فی اَوْلِیاءِ اللَّهِ، مُشَمِّراً ناصِحاً مُجِدّاً کادِحاً، لا تَأْخُذُهُ فِی اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ.

وَ اَنْتُمَ فی رَفاهِیَّةٍ مِنَ الْعَیْشِ، و ادِعُونَ فاکِهُونَ آمِنُونَ، تَتَرَبَّصُونَ بِنَا الدَّوائِرَ، وَ تَتَوَکَّفُونَ الْاَخْبارَ، وَ تَنْکُصُونَ عِنْدَ النِّزالِ، وَ تَفِرُّونَ مِنَ الْقِتالِ.

فَلَمَّا اِختارَ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ دارَ اَنْبِیائِهِ وَ مَأْوى اَصْفِیائِهِ، ظَهَرَ فیکُمْ حَسْکَةُ النِّفاقِ، وَ سَمَلَ جِلْبابُ الدّینِ، وَ نَطَقَ کاظِمُ الْغاوینَ، وَ نَبَغَ خامِلُ الْاَقَلّینَ، وَ هَدَرَ فَنیقُ الْمُبْطِلینَ، فَخَطَرَ فی عَرَصاتِکُمْ، وَ اَطْلَعَ الشَّیْطانُ رَأْسَهُ مِنْ مَغْرَزِهِ، هاتِفاً بِکُمْ، فَأَلْفاکُمْ لِدَعْوَتِهِ مُسْتَجیبینَ، وَ لِلْغِرَّةِ فیهِ مُلاحِظینَ، ثُمَّ اسْتَنْهَضَکُمْ فَوَجَدَکُمْ خِفافاً، وَ اَحْمَشَکُمْ فَاَلْفاکُمْ غِضاباً، فَوَسَمْتُمْ غَیْرَ اِبِلِکُمْ، وَ وَرَدْتُمْ غَیْرَ مَشْرَبِکُمْ.

هذا، وَ الْعَهْدُ قَریبٌ، وَالْکَلْمُ رَحیبٌ، وَ الْجُرْحُ لَمَّا یَنْدَمِلُ، وَ الرَّسُولُ لَمَّا یُقْبَرُ، اِبْتِداراً زَعَمْتُمْ خَوْفَ الْفِتْنَةِ، اَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا، وَ اِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحیطَةٌ بِالْکافِرینَ.

فَهَیْهاتَ مِنْکُمْ، وَ کَیْفَ بِکُمْ، وَ اَنَّى تُؤْفَکُونَ، وَ کِتابُ اللَّهِ بَیْنَ اَظْهُرِکُمْ، اُمُورُهُ ظاهِرَةٌ، وَ اَحْکامُهُ زاهِرَةٌ، وَ اَعْلامُهُ باهِرَةٌ، و زَواجِرُهُ لائِحَةٌ، وَ اَوامِرُهُ واضِحَةٌ، وَ قَدْ خَلَّفْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِکُمْ، أَرَغْبَةً عَنْهُ تُریدُونَ؟ اَمْ بِغَیْرِهِ تَحْکُمُونَ؟ بِئْسَ لِلظَّالمینَ بَدَلاً، وَ مَنْ یَبْتَغِ غَیْرَ الْاِسْلامِ دیناً فَلَنْ یُقْبَلَ مِنْهُ، وَ هُوَ فِی الْاخِرَةِ مِنَ الْخاسِرینِ.

ثُمَّ لَمْ تَلْبَثُوا اِلى رَیْثَ اَنْ تَسْکُنَ نَفْرَتَها، وَ یَسْلَسَ قِیادَها،ثُمَّ اَخَذْتُمْ تُورُونَ وَ قْدَتَها، وَ تُهَیِّجُونَ جَمْرَتَها، وَ تَسْتَجیبُونَ لِهِتافِ الشَّیْطانِ الْغَوِىِّ، وَ اِطْفاءِ اَنْوارِالدّینِ الْجَلِیِّ، وَ اِهْمالِ سُنَنِ النَّبِیِّ الصَّفِیِّ، تُسِرُّونَ حَسْواً فِی ارْتِغاءٍ، وَ تَمْشُونَ لِاَهْلِهِ وَ وَلَدِهِ فِی الْخَمَرِ وَ الضَّرَّاءِ، وَ نَصْبِرُ مِنْکُمْ عَلى مِثْلِ حَزِّ الْمَدى، وَ وَخْزِالسنان‏فى‏الحشا.

وَ اَنْتُمُ الانَ تَزَْعُمُونَ اَنْ لا اِرْثَ لَنا أَفَحُکْمَ الْجاهِلِیَّةِ تَبْغُونَ، وَ مَنْ اَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُکْماً لِقَومٍ یُوقِنُونَ، أَفَلا تَعْلَمُونَ؟ بَلى، قَدْ تَجَلَّى لَکُمْ کَالشَّمْسِ الضَّاحِیَةِ أَنّی اِبْنَتُهُ.

اَیُّهَا الْمُسْلِمُونَ! أَاُغْلَبُ عَلى اِرْثی؟ یَابْنَ اَبی‏قُحافَةَ! اَفی کِتابِ اللَّهِ تَرِثُ اَباکَ وَ لا اَرِثُ اَبی؟ لَقَدْ جِئْتَ شَیْئاً فَرِیّاً، اَفَعَلى عَمْدٍ تَرَکْتُمْ کِتابَ اللَّهِ وَ نَبَذْتُمُوهُ وَراءَ ظُهُورِکُمْ، إذْ یَقُولُ «وَ وَرِثَ سُلَیْمانُ داوُدَ»[2] وَ قالَ فیما اقْتَصَّ مِنْ خَبَرِ زَکَرِیَّا اِذْ قالَ: «فَهَبْ لی مِنْ لَدُنْکَ وَلِیّاً یَرِثُنی وَ یَرِثُ مِنْ الِ‏یَعْقُوبَ»،[3] وَ قالَ: «وَ اوُلُوا الْاَرْحامِ بَعْضُهُمْ اَوْلی بِبَعْضٍ فی کِتابِ اللَّهِ»،[4] وَ قالَ «یُوصیکُمُ اللَّهُ فی اَوْلادِکُمْ لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَیَیْنِ»،[5] وَ قالَ «اِنْ تَرَکَ خَیْراً الْوَصِیَّةَ لِلْوالِدَیْنِ وَالْاَقْرَبَیْنِ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقینَ»[6] وَ زَعَمْتُمْ اَنْ لا حَظْوَةَ لی، وَ لا اَرِثُ مِنْ اَبی، وَ لا رَحِمَ بَیْنَنا، اَفَخَصَّکُمُ اللَّهُ بِایَةٍ اَخْرَجَ اَبی مِنْها؟ اَمْ هَلْ تَقُولُونَ: اِنَّ اَهْلَ مِلَّتَیْنِ لا یَتَوارَثانِ؟ اَوَ لَسْتُ اَنَا وَ اَبی مِنْ اَهْلِ مِلَّةٍ واحِدَةٍ؟ اَمْ اَنْتُمْ اَعْلَمُ بِخُصُوصِ الْقُرْانِ وَ عُمُومِهِ مِنْ اَبی وَابْنِ عَمّی؟ فَدُونَکَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً تَلْقاکَ یَوْمَ حَشْرِکَ.

فَنِعْمَ الْحَکَمُ اللَّهُ، وَ الزَّعیمُ مُحَمَّدٌ، وَ الْمَوْعِدُ الْقِیامَةُ، وَ عِنْدَ السَّاعَةِ یَخْسِرُ الْمُبْطِلُونَ، وَ لا یَنْفَعُکُمْ اِذْ تَنْدِمُونَ، وَ لِکُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌّ، وَ لَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ یَأْتیهِ عَذابٌ یُخْزیهِ، وَ یَحِلُّ عَلَیْهِ عَذابٌ مُقیمٌ.

ثم رمت بطرفها نحو الانصار، فقالت:

یا مَعْشَرَ النَّقیبَةِ وَ اَعْضادَ الْمِلَّةِ وَ حَضَنَةَ الْاِسْلامِ! ما هذِهِ الْغَمیزَةُ فی حَقّی وَ السِّنَةُ عَنْ ظُلامَتی؟ اَما کانَ رَسُولُ‏اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ الِهِ اَبی یَقُولُ: «اَلْمَرْءُ یُحْفَظُ فی وُلْدِهِ»، سَرْعانَ ما اَحْدَثْتُمْ وَ عَجْلانَ ذا اِهالَةٍ، وَ لَکُمْ طاقَةٌ بِما اُحاوِلُ، وَ قُوَّةٌ عَلى ما اَطْلُبُ وَ اُزاوِلُ.

اَتَقُولُونَ ماتَ مُحَمَّدٌ؟ فَخَطْبٌ جَلیلٌ اِسْتَوْسَعَ وَ هْنُهُ، وَاسْتَنْهَرَ فَتْقُهُ، وَ انْفَتَقَ رَتْقُهُ، وَ اُظْلِمَتِ الْاَرْضُ لِغَیْبَتِهِ، وَ کُسِفَتِ الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ وَ انْتَثَرَتِ النُّجُومُ لِمُصیبَتِهِ، وَ اَکْدَتِ الْامالُ، وَ خَشَعَتِ الْجِبالُ، وَ اُضیعَ الْحَریمُ، وَ اُزیلَتِ الْحُرْمَةُ عِنْدَ مَماتِهِ.

فَتِلْکَ وَاللَّهِ النَّازِلَةُ الْکُبْرى وَ الْمُصیبَةُ الْعُظْمى، لامِثْلُها نازِلَةٌ، وَ لا بائِقَةٌ عاجِلَةٌ اُعْلِنَ بِها، کِتابُ اللَّهِ جَلَّ ثَناؤُهُ فی اَفْنِیَتِکُمْ، وَ فی مُمْساکُمْ وَ مُصْبِحِکُمْ، یَهْتِفُ فی اَفْنِیَتِکُمْ هُتافاً وَ صُراخاً وَ تِلاوَةً وَ اَلْحاناً، وَ لَقَبْلَهُ ما حَلَّ بِاَنْبِیاءِ اللَّهِ وَ رُسُلِهِ، حُکْمٌ فَصْلٌ وَ قَضاءٌ حَتْمٌ.

«وَ ما مُحَمَّدٌ اِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ اَفَاِنْ ماتَ اَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى اَعْقابِکُمْ وَ مَنْ یَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَیْهِ فَلَنْ یَضُرَّ اللَّهَ شَیْئاً وَ سَیَجْزِى اللَّهُ شَیْئاً وَ سَیَجْزِى اللَّهُ الشَّاکِرینَ».[7] ایهاً بَنی‏ قیلَةَ! ءَ اُهْضَمُ تُراثَ اَبی وَ اَنْتُمْ بِمَرْأى مِنّی وَ مَسْمَعٍ وَ مُنْتَدى وَ مَجْمَعٍ، تَلْبَسُکُمُ الدَّعْوَةُ وَ تَشْمَلُکُمُ الْخُبْرَةُ، وَ اَنْتُمْ ذَوُو الْعَدَدِ وَ الْعُدَّةِ وَ الْاَداةِ وَ الْقُوَّةِ، وَ عِنْدَکُمُ السِّلاحُ وَ الْجُنَّةُ، تُوافیکُمُ الدَّعْوَةُ فَلا تُجیبُونَ، وَ تَأْتیکُمُ الصَّرْخَةُ فَلا تُغیثُونَ، وَ اَنْتُمْ مَوْصُوفُونَ بِالْکِفاحِ، مَعْرُوفُونَ بِالْخَیْرِ وَ الصَّلاحِ، وَ النُّخْبَةُ الَّتی انْتُخِبَتْ، وَ الْخِیَرَةُ الَّتِی اخْتیرَتْ لَنا اَهْلَ الْبَیْتِ.

قاتَلْتُمُ الْعَرَبَ، وَ تَحَمَّلْتُمُ الْکَدَّ وَ التَّعَبَ، وَ ناطَحْتُمُ الْاُمَمَ، وَ کافَحْتُمُ الْبُهَمَ، لا نَبْرَحُ اَوْ تَبْرَحُونَ، نَأْمُرُکُمْ فَتَأْتَمِرُونَ، حَتَّى اِذا دارَتْ بِنا رَحَى الْاِسْلامِ، وَ دَرَّ حَلَبُ الْاَیَّامِ، وَ خَضَعَتْ نُعْرَةُ الشِّرْکِ، وَ سَکَنَتْ فَوْرَةُ الْاِفْکِ، وَ خَمَدَتْ نیرانُ الْکُفْرِ، وَ هَدَأَتْ دَعْوَةُ الْهَرَجِ، وَ اسْتَوْسَقَ نِظامُ الدّینِ، فَاَنَّى حِزْتُمْ بَعْدَ الْبَیانِ، وَاَسْرَرْتُمْ بَعْدَ الْاِعْلانِ، وَ نَکَصْتُمْ بَعْدَ الْاِقْدامِ، وَاَشْرَکْتُمْ بَعْدَ الْایمانِ؟

«بؤْساً لِقَوْمٍ نَکَثُوا اَیْمانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ، وَ هَمُّوا

بِاِخْراجِ الرَّسُولِ وَ هُمْ بَدَؤُکُمْ اَوَّلَ مَرَّةٍ، اَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ اَحَقُّ اَنْ تَخْشَوْهُ اِنْ کُنْتُمْ مُؤمِنینَ.»

اَلا، وَ قَدْ أَرى اَنْ قَدْ اَخْلَدْتُمْ اِلَى الْخَفْضِ، وَ اَبْعَدْتُمْ مَنْ هُوَ اَحَقُّ بِالْبَسْطِ وَ الْقَبْضِ، وَ خَلَوْتُمْ بِالدَّعَةِ، وَ نَجَوْتُمْ بِالضّیقِ مِنَ السَّعَةِ، فَمَجَجْتُمْ ما وَعَبْتُمْ، وَ دَسَعْتُمُ الَّذى تَسَوَّغْتُمْ، فَاِنْ تَکْفُرُوا اَنْتُمْ وَ مَنْ فِی الْاَرْضِ جَمیعاً فَاِنَّ اللَّهَ لَغَنِیٌّ حَمیدٌ.

اَلا، وَ قَدْ قُلْتُ ما قُلْتُ هذا عَلى مَعْرِفَةٍ مِنّی بِالْخِذْلَةِ الَّتی خامَرْتُکُمْ، وَ الْغَدْرَةِ الَّتِی اسْتَشْعَرَتْها قُلُوبُکُمْ، وَ لکِنَّها فَیْضَةُ النَّفْسِ، وَ نَفْثَةُ الْغَیْظِ، وَ حَوَزُ الْقَناةِ، وَ بَثَّةُ الصَّدْرِ، وَ تَقْدِمَةُ الْحُجَّةِ، فَدُونَکُمُوها فَاحْتَقِبُوها دَبِرَةَ الظَّهْرِ، نَقِبَةَ الْخُفِّ، باقِیَةَ الْعارِ، مَوْسُومَةً بِغَضَبِ الْجَبَّارِ وَ شَنارِ الْاَبَدِ، مَوْصُولَةً بِنارِ اللَّهِ الْمُوقَدَةِ الَّتی تَطَّلِعُ عَلَى الْاَفْئِدَةِ.

فَبِعَیْنِ اللَّهِ ما تَفْعَلُونَ، وَ سَیَعْلَمُ الَّذینَ ظَلَمُوا اَىَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ، وَ اَنَا اِبْنَةُ نَذیرٍ لَکُمْ بَیْنَ یَدَىْ عَذابٌ شَدیدٌ، فَاعْمَلُوا اِنَّا عامِلُونَ، وَ انْتَظِرُوا اِنَّا مُنْتَظِرُونَ.

فأجابها أبوبکر عبداللَّه بن عثمان، و قال:

یا بِنْتَ رَسُولِ ‏اللَّهِ! لَقَدْ کانَ اَبُوکِ بِالْمُؤمِنینَ عَطُوفاً کَریماً، رَؤُوفاً رَحیماً، وَ عَلَى الْکافِرینَ عَذاباً اَلیماً وَ عِقاباً عَظیماً، اِنْ عَزَوْناهُ وَجَدْناهُ اَباکِ دُونَ النِّساءِ، وَ اَخا اِلْفِکِ دُونَ الْاَخِلاَّءِ، اثَرَهُ عَلى کُلِّ حَمیمٍ وَ ساعَدَهُ فی کُلِّ اَمْرٍ جَسیمِ، لا یُحِبُّکُمْ اِلاَّ سَعیدٌ، وَ لا یُبْغِضُکُمْ اِلاَّ شَقِیٌّ بَعیدٌ.

فَاَنْتُمْ عِتْرَةُ رَسُولِ‏اللَّهِ الطَّیِّبُونَ، الْخِیَرَةُ الْمُنْتَجَبُونَ، عَلَى الْخَیْرِ اَدِلَّتُنا وَ اِلَى الْجَنَّةِ مَسالِکُنا، وَ اَنْتِ یا خِیَرَةَ النِّساءِ وَ ابْنَةَ خَیْرِ الْاَنْبِیاءِ، صادِقَةٌ فی قَوْلِکِ، سابِقَةٌ فی وُفُورِ عَقْلِکِ، غَیْرَ مَرْدُودَةٍ عَنْ حَقِّکِ، وَ لا مَصْدُودَةٍ عَنْ صِدْقِکِ.

وَ اللَّهِ ما عَدَوْتُ رَأْىَ رَسُولِ‏اللَّهِ، وَ لا عَمِلْتُ اِلاَّ بِاِذْنِهِ، وَ الرَّائِدُ لا یَکْذِبُ اَهْلَهُ، وَ اِنّی اُشْهِدُ اللَّهَ وَ کَفى بِهِ شَهیداً، اَنّی سَمِعْتُ رَسُولَ‏ اللَّهِ یَقُولُ: «نَحْنُ مَعاشِرَ الْاَنْبِیاءِ لا نُوَرِّثُ ذَهَباً وَ لا فِضَّةًّ، وَ لا داراً وَ لا عِقاراً، وَ اِنَّما نُوَرِّثُ الْکِتابَ وَ الْحِکْمَةَ وَ الْعِلْمَ وَ النُّبُوَّةَ، وَ ما کانَ لَنا مِنْ طُعْمَةٍ فَلِوَلِیِّ الْاَمْرِ بَعْدَنا اَنْ یَحْکُمَ فیهِ بِحُکْمِهِ».

وَ قَدْ جَعَلْنا ما حاوَلْتِهِ فِی الْکِراعِ وَ السِّلاحِ، یُقاتِلُ بِهَا الْمُسْلِمُونَ وَ یُجاهِدُونَ الْکُفَّارَ، وَ یُجالِدُونَ الْمَرَدَةَ الْفُجَّارَ، وَ ذلِکَ بِاِجْماعِ الْمُسْلِمینَ، لَمْ اَنْفَرِدْ بِهِ وَحْدى،وَ لَمْ اَسْتَبِدْ بِما کانَ الرَّأْىُ عِنْدى، وَ هذِهِ حالی وَ مالی، هِیَ لَکِ وَ بَیْنَ یَدَیْکِ، لا تَزْوى عَنْکِ وَ لا نَدَّخِرُ دُونَکِ، وَ اَنَّکِ، وَ اَنْتِ سَیِّدَةُ اُمَّةِ اَبیکِ وَ الشَّجَرَةُ الطَّیِّبَةُ لِبَنیکِ، لا یُدْفَعُ مالَکِ مِنْ فَضْلِکِ، وَ لا یُوضَعُ فی فَرْعِکِ وَ اَصْلِکِ، حُکْمُکِ نافِذٌ فیما مَلَّکَتْ یَداىَ، فَهَلْ تَرَیِنَّ اَنْ اُخالِفَ فی ذاکَ اَباکِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَیْهِ وَ الِهِ وَ سَلَّمَ).

فقالت:

سُبْحانَ‏ اللَّهِ، ما کانَ اَبی رَسُولُ‏ اللَّهِ عَنْ کِتابِ اللَّهِ صادِفاً، وَ لا لِاَحْکامِهِ مُخالِفاً، بَلْ کانَ یَتْبَعُ اَثَرَهُ، وَ یَقْفُو سُوَرَهُ، اَفَتَجْمَعُونَ اِلَى الْغَدْرِ اِعْتِلالاً عَلَیْهِ بِالزُّورِ، وَ هذا بَعْدَ وَفاتِهِ شَبیهٌ بِما بُغِیَ لَهُ مِنَ الْغَوائِلِ فی حَیاتِهِ، هذا کِتابُ اللَّهِ حُکْماً عَدْلاً وَ ناطِقاً فَصْلاً، یَقُولُ: «یَرِثُنی وَ یَرِثُ مِنْ الِ‏یَعْقُوبَ»، وَ یَقُولُ: «وَ وَرِثَ سُلَیْمانُ داوُدَ».

بَیَّنَ عَزَّ وَ جَلَّ فیما وَزَّعَ مِنَ الْاَقْساطِ، وَ شَرَعَ مِنَ الْفَرائِضِ وَالْمیراثِ، وَ اَباحَ مِنْ حَظِّ الذَّکَرانِ وَ الْاِناثِ، ما اَزاحَ بِهِ عِلَّةَ الْمُبْطِلینَ وَ اَزالَ التَّظَنّی وَ الشُّبَهاتِ فِی الْغابِرینَ، کَلاَّ بَلْ سَوَّلَتْ لَکُمْ اَنْفُسُکُمْ اَمْراً، فَصَبْرٌ جَمیلٌ وَ اللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ.

فقال أبوبکر:

صَدَقَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ صَدَقَتْ اِبْنَتُهُ، مَعْدِنُ الْحِکْمَةِ، وَ مَوْطِنُ الْهُدى وَ الرَّحْمَةِ، وَ رُکْنُ الدّینِ، وَ عَیْنُ الْحُجَّةِ، لا اَبْعَدُ صَوابَکِ وَ لا اُنْکِرُ خِطابَکِ، هؤُلاءِ الْمُسْلِمُونَ بَیْنی وَ بَیْنَکِ قَلَّدُونی ما تَقَلَّدْتُ، وَ بِاتِّفاقٍ مِنْهُمْ اَخَذْتُ ما اَخَذْتُ، غَیْرَ مَکابِرٍ وَ لا مُسْتَبِدٍّ وَ لا مُسْتَأْثِرٍ، وَ هُمْ بِذلِکَ شُهُودٌ.

فالتفت فاطمة علیهاالسلام الى النساء، و قالت:

مَعاشِرَ الْمُسْلِمینَ الْمُسْرِعَةِ اِلى قیلِ الْباطِلِ، الْمُغْضِیَةِ عَلَى الْفِعْلِ الْقَبیحِ الْخاسِرِ، اَفَلا تَتَدَبَّرُونَ الْقُرْانَ اَمْ‏عَلی قُلُوبٍ اَقْفالُها، کَلاَّ بَلْ رانَ عَلى قُلُوبِکُمْ ما اَسَأْتُمْ مِنْ اَعْمالِکُمْ، فَاَخَذَ بِسَمْعِکُمْ وَ اَبْصارِکُمْ، وَ لَبِئْسَ ما تَأَوَّلْتُمْ،

وَ ساءَ ما بِهِ اَشَرْتُمْ، وَ شَرَّ ما مِنْهُ اِعْتَضْتُمْ، لَتَجِدَنَّ وَ اللَّهِ مَحْمِلَهُ ثَقیلاً، وَ غِبَّهُ وَ بیلاً، اِذا کُشِفَ لَکُمُ الْغِطاءُ، وَ بانَ ما وَرائَهُ الضَّرَّاءُ، وَ بَدا لَکُمْ مِنْ رَبِّکُمْ ما لَمْ تَکُونُوا تَحْتَسِبُونَ، وَ خَسِرَ هُنالِکَ الْمُبْطِلُونَ.

ثم عطفت على قبر النبیّ صلى اللَّه علیه و آله، و قالت:

قَدْ کانَ بَعْدَکَ اَنْباءٌ وَهَنْبَثَةٌ – لَوْ کُنْتَ شاهِدَها لَمْ تَکْثِرِ الْخُطَبُ

اِنَّا فَقَدْ ناکَ فَقْدَ الْاَرْضِ وابِلَها – وَ اخْتَلَّ قَوْمُکَ فَاشْهَدْهُمْ وَ لا تَغِبُ

وَ کُلُّ اَهْلٍ لَهُ قُرْبی وَ مَنْزِلَةٌ – عِنْدَ الْاِلهِ عَلَی الْاَدْنَیْنِ مُقْتَرِبُ

اَبْدَتْ رِجالٌ لَنا نَجْوى صُدُورِهِمُ – لمَّا مَضَیْتَ وَ حالَتْ دُونَکَ التُّرَبُ

تَجَهَّمَتْنا رِجالٌ وَ اسْتُخِفَّ بِنا – لَمَّا فُقِدْتَ وَ کُلُّ الْاِرْثِ مُغْتَصَبُ

وَ کُنْتَ بَدْراً وَ نُوراً یُسْتَضاءُ بِهِ- عَلَیْکَ تُنْزِلُ مِنْ ذِى‏الْعِزَّةِ الْکُتُبُ

وَ کانَ جِبْریلُ بِالْایاتِ یُؤْنِسُنا- فَقَدْ فُقِدْتَ وَ کُلُّ الْخَیْرِ مُحْتَجَبُ

فَلَیْتَ قَبْلَکَ کانَ الْمَوْتُ صادِفُنا- لَمَّا مَضَیْتَ وَ حالَتْ دُونَکَ الْکُتُبُ[2]-[1]

KAYNAK

1-   İbn-i Tayfur, “Belagatu’n-Nisa” kitabından iktibas, s. 23 – 27.

2-  Fedekiye hutbesini nakleden bazı kaynaklar: Şerh-i Nehcü’l Belaga, İbn-i Ebi’l Hadid, c. 16, s. 211 – 249; Biharu’l Envar, c. 43, s. 148

Bir yanıt yazın

E-posta adresiniz yayınlanmayacak. Gerekli alanlar * ile işaretlenmişlerdir